أبحاث طبية تؤكد براءة حبوب منع الحمل من تشوهات الجنين الخلقية
بسم الله الرحمن الرحيم”، “لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم”، “سبحان الذي أبدع كل شيء خلقه، سبحان العلي العظيم”، من أبرز المواضيع التي تفرض نفسها وبقوة هذه الفترة “التشوهات الخلقية” التي يصاب بها الجنين والتي دارت حولها الدراسات والأبحاث الطبية نظرا لارتفاع عدد الأطفال الذين يعانون من التشوهات الخلقية، والمقصود بالتشوهات الخلقية هو أن يكون هناك تخلق بصورة غير طبيعية لعضو من أعضاء جسم الجنين أو نسيج من الأنسجة خلال فترة تكوين الجنين، ويرجع السبب في التشوهات الخلقية إلى مجموعة من العوامل منها عوامل وراثية إذا كان الأب مثلا يعاني من عيب خلقي، إصابة الأم بعدوى خلال فترة الحمل، تعاطي الأم الأدوية والعلاجات خلال أشهر الحمل الأولى، ارتفاع مفاجئ لدرجة حرارة جسم الأم أو تعرضها لدرجة حرارة عالية، هكذا تعددت أسبابالتشوهات الخلقية، ولعل كان هناك ما يشير إلى أن هناك علاقة بين حبوب منع الحمل، التشوهات الخلقية، إلا أن جاءت دراسات وأبحاث طبية نشرت في مجلات طبية عالمية تؤكد أن تناول حبوب منع الحمل فترة ما قبل الحمل أو خلال الشهور الأولى للحمل لا تؤدي لأصابة الجنين بالتشوهات الخلقية المدمرة، وهذا ما ستوضحه السطور التالية لهذا المقال تفصيلا.
أوضح الباحثون الأمريكيون إمكانية وجود علاقة بين حبوب منع الحمل والتشوهات الخلقية. أجروا دراسات طبية بمشاركة فريق من الأطباء في الدنمارك والولايات المتحدة الأمريكية، حيث قاموا بجمع بيانات وإجراء فحوصات طبية لعينة عشوائية تضم حوالي تسعمائة ألف حالة ولادة بين عامي 1997 و 2011. وأظهرت النتائج أن حوالي 2.5% من الأطفال يعانون من تشوهات خلقية، وعند تحديد أماكن هذه التشوهات، وجدوها تشمل القلب والجهاز العصبي والتنفسي والبولي، بالإضافة إلى تشوهات في أجزاء مختلفة من الجسم. وتم فحص تاريخ الأمهات الطبي وتبين أن تناول حبوب منع الحمل قبل الحمل أو خلال المرحلة الأولى للحمل لم يسبب أي أثر سلبي أو ضرر للجنين، بالمقابل من توقفن عن تناول حبوب منع الحمل أو لم يستخدمنها من قبل، وجد لهن زيادة في حالات التشوهات الخلقية. وأرجعت الدراسات والأطباء أسباب التشوهات الخلقية إلى تعرض الأمهات للأشعة الضارة أثناء الحمل، أو استهلاك مواد تؤثر سلبا على الجنين مثل الكحول والتدخين، أو إذا كان الأب يحمل مرضا قابلا للنقل إلى الجنين بالوراثة.
من الدراسة والنتائج السابقة يمكن أن نقول : يمكن التغلب على جميع العوامل التي يمكن أن تؤدي إلى تشوهات خلقية للجنين، والتي يشير الأطباء إليها في دراستهم وأبحاثهم، من خلال الحفاظ على صحة الأم خلال فترة الحمل، وذلك عن طريق تجنب الأجهزة التي تصدر أشعة ضارة، وعدم تناول الأدوية إلا بعد الحصول على موافقة الطبيب المعالج والتأكد من أن الدواء مناسب لحالة الأم ولا يضر الجنين. كما يجب عمل فحوصات دورية للتأكد من سلامة الجنين وصحته ونمو أعضائه، والاهتمام بالتغذية السليمة. نسأل الله أن يحمينا جميعا وأطفالنا وأمهاتنا .